السفيرة البريطانية تدعو قادة ليبيا إلى اعتبار الملك تشارلز «مصدر إلهام»

 

قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي، عادل الخطاب، إن الجميع في ليبيا يرفض التصريحات الاستفزازية على لسان سفيرة بريطانيا لدى ليبيا كارولين هورندال، والتي أثارت غضب الشعب الليبي وتسببت بموجة واسعة من السخط على مواقع التواصل الإجتماعي لما احتوته من استهزاء بما يعيشه الشعب الليبي من تدهور أمني وإقتصادي وتخبط سياسي.

جدير بالذكر أن هورندال، دعت القادة الليبيين للاحتذاء بالملك تشارلز واعتباره مصدر إلهام كونه كرس حياته لخدمة شعب بلده، في تصريح نشرته السفارة البريطانية على حسابها الرئيسي بتويتر.

وذكرت السفيرة البريطانية عن كم المساعدات التي قدمتها بلادها من أجل أبناء الشعب الليبي بعد أن كانت شريكًا في قصفها في عام 2011 عبر طائرات حلف الناتو وأسقطت نظام الحكم، وجعلت من البلاد بؤرة فوضى وفساد سياسي وإقتصادي.

وقالت هورندال إن بريطانيا قدمت 12 مليون جنيه إسترليني لليبيا بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» لمساعدة الأطفال المتأثرين بالنزاع وعدم الإستقرار للحصول على التعليم الأساسي، الأمر الذي اعتبره الشعب الليبي بمثابة الترويج لفوائد التدخل البريطاني في الأراضي الليبية.

وأكد المحلل السياسي، أن التعليقات المثيرة للسخرية على ما قالته السفيرة البريطانية نالت نصيب الأسد من تعليقات الليبيين اليوم، فهنالك من قال أن الأمير تشارلز هو مثال حي على الأزمات لما فعله بزوجته الراحلة الأميرة ديانا وأن السياسيين الليبيين اتخذوه بالفعل مصدر إلهام لهم وحولوا حياة الشعب من نعيم إلى جحيم، وهنالك من طرح سؤالًا مهمًا وهو عن أي تكريس للحياة تتحدث السفيرة البريطانية، فقد عاش الملك تشارلز حياته المرفهة كلها والتي لم يتبقى فيها الكثير في قصر كبير تحت غطاء والدته الراحلة الملكة إليزابيث، منتظراً توريثها العرش له، لتتطاول كارولين هورندال اليوم على الشعب الليبي وتُطالب أبناء عمر المختار لاعتبار تشارلز ملكاً لهم.

ويرى الخطاب، أن حديث هورندال خلال احتفال بريطانيا بعيد ميلاد الملك تشارلز من العاصمة طرابلس بحضور عدد من المسؤولين والسفراء الأجانب كشف حقيقة أن بريطانيا وغيرها من دول الغرب يرون ليبيا كدولة ضعيفة أنهكتها الخلافات السياسية ومن السهل تحويلها إلى مستعمرة تابعة لهم.

وأضاف أن زيارات ولقاءات هورندال الأخيرة مع عدد من السياسيين في المنطقة الغربية قد صور لها أن الشعب الليبي سيوافق وبكل سهولة على تسليم بلادهم ورفع العلم البريطاني على أراضيهم والاعتراف بتشارلز ملكاً لهم، وعلى الرغم من قولها أنها على معرفة بالشعب الليبي إلا أنها وعلى ما يبدو لا تعرف شيئاً عن مدى رفض الشعب لأي أفكار استعمارية حديثة ومن صور لها ذلك من القادة والمسؤولين في المنطقة الغربية لا يمثلون الشعب الليبي.