تفاقم الوضع في الزاوية ينذر بخطر أمني كبير في ليبيا
أثارت الاشتباكات التي شهدتها مدينة الزاوية الواقعة في غرب ليبيا تساؤلات حول ما إذا كانت ستقود إلى انهيار الوضع الأمني؟، الذي يزداد هشاشةً، في ظل انتشار الميليشيات المسلحة.
وأجبرت الاشتباكات المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إلى إعلان حالة القوة القاهرة، حيث دارت رحاها في محيط مصفاة الزاوية، وهي ليست المرة الأولى التي تشهد فيها هذه المنطقة نزاعاً مُسلحاً، وهو ما يزيد علامات الاستفهام حول الأسباب الكامنة خلف هذه الاشتباكات.
وتشهد ليبيا منذ نحو ثلاث سنوات وقفًا لإطلاق النار، انبثق عن اتفاق وقعه الفرقاء في مدينة جنيف السويسرية، وهو اتفاق مهّد لعملية سياسية لم تكتمل بعد، وذلك بعد انهيار الانتخابات العامة التي كان من المقرر تنظيمها في الرابع والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول 2021.
وعلّق الخبير العسكري الليبي، عادل عبد الكافي، على الأمر بالقول إن: "غياب عمل الدولة وضعف عمل الحكومة في المنطقة الغربية، وضعف أداء رئاسة الأركان ووزارة الداخلية والحساسيات الموجودة بين العناصر المنتمية للتشكيلات المسلحة، كلها عوامل تُؤدي إلى اشتعال الصراع والاشتباكات من حين إلى آخر".
وأضاف عبد الكافي أن هناك تقاطعًا للمصالح، وهو أمر يجعل الحكومة في طرابلس والمجلس الرئاسي ووزارة الداخلية مطالبين بفرض سيطرتهم على الرقعة الجغرافية التي تتبع الحكومة والمجلس الرئاسي ووزارة الدفاع والداخلية".
وشدد عبد الكافي على أنه "في ظل الانقسام السياسي والعسكري، الذي تعاني منه ليبيا، والإشكاليات الكبرى مثل التدخلات الدولية وضعف أداء البعثة الأممية وعملية إيريني، كلها عوامل أدت إلى تدفق السلاح إلى ليبيا، ناهيك عن تدفق مرتزقة الفيلق الروسي إلى البلاد".
وأنهى عبد الكافي حديثه بالقول إن: "هناك إشكاليات كبيرة جدًّا تؤدي إلى اندلاع مثل هذه الاشتباكات، ومن أجل تلافي هكذا اشتباكات، على الأطراف المعنية القيام ببضع خطوات من بينها تغيير القيادات لإنهاء ولاء العناصر لها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق