مبادرات المبعوثة الأممية الجديدة.. هل تقترب ليبيا من التسوية؟

مبادرات المبعوثة الأممية الجديدة.. هل تقترب ليبيا من التسوية؟

بدأت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مهمتها في العاصمة الليبية بمواجهة مبادرتين لحل الأزمة السياسية. الأولى تتمثل في لجنة العشرين الاستشارية التي تعمل على معالجة القضايا الخلافية، والثانية هي الاجتماعات الجارية في القاهرة بين مجلسي النواب والدولة لبحث تشكيل حكومة جديدة. هاتان المبادرتان تعكسان الجهود المتنوعة لحل الأزمة المستمرة التي تعيق استقرار البلاد.

في هذا السياق، تعمل المبعوثة الأممية على توسيع شبكة المفاوضات بين الأطراف الليبية بعد انتهاء عمل اللجنة الاستشارية. هذا ما أكدته وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة روزماري ديكارلو خلال جلسة لمجلس الأمن، مشيرة إلى خطط البعثة لإطلاق حوار وطني شامل. ويأتي هذا التوجه في إطار السعي لجمع الأطراف الليبية على طاولة واحدة لتعزيز فرص التسوية الشاملة.

وفي بيان رسمي، أوضحت المبعوثة الأممية أنها ستقود جهود الوساطة بالاعتماد على عمل أسلافها وزملائها في البعثة. وأكدت على أهمية التوصل إلى حل يقوده الليبيون بأنفسهم. هذا النهج يبرز إدراك البعثة أن نجاح أي حل دائم يتطلب توافقاً محلياً ودعماً دولياً لتحقيق الاستقرار.

من جهة أخرى، تتواصل أعمال اللجنة الاستشارية العشرينية في طرابلس للأسبوع الثالث، حيث تعمل على معالجة الخلافات المتعلقة بالإطار الانتخابي. وتسعى هذه اللجنة إلى تقديم حلول مبتكرة تساعد في تجاوز الجمود السياسي الذي يعرقل المرحلة الانتقالية. دور اللجنة يتكامل مع جهود البعثة الأممية لتوفير بيئة مواتية للحوار الوطني.

بالتوازي مع ذلك، تستضيف القاهرة اجتماعات بين وفدي مجلسي النواب والدولة الليبية، بهدف التوصل إلى اتفاق حول تشكيل حكومة جديدة. هذه الاجتماعات تأتي في ظل انقسامات داخل المجلس الأعلى للدولة بين خالد المشري ومحمد تكالة. هذا الانقسام يشكل تحدياً إضافياً أمام التوصل إلى حلول فعالة خلال اللقاءات الجارية.

ومع تعدد المبادرات بين طرابلس والقاهرة، يبقى التحدي الرئيسي في توحيد الجهود لتحقيق تسوية سياسية شاملة. ورغم صعوبة المهمة، فإن التحركات الأممية والإقليمية تمثل بارقة أمل لإعادة الاستقرار إلى ليبيا، إذا ما توفرت الإرادة السياسية من جميع الأطراف.