وليامز: الانتخابات لن تنتج معجزة أو تحل كل شيء في ليبيا
رأت المستشارة الخاصة السابقة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، ستيفاني وليامز، أن «الانتخابات لن تنتج معجزة أو تحل كل شيء في ليبيا»، مجددة رغم ذلك التأكيد على أنه «لا يوجد حل عسكري» للأزمة الراهنة في البلاد.
جاء ذلك في تعليقها على المأزق السياسي الحالي، خلال حديثها في مقابلة مع رئيس المجلس الوطني للعلاقات الأميركية الليبية.
وليامز: من دون الانتخابات الطبقة الحاكمة ستستمر في لعبة الكراسي
وقالت وليامز في المقابلة التي تنشرها «بوابة الوسط» اليوم الجمعة، في تعليقها على المأزق السياسي الحالي وتأخر إجراء الانتخابات في ليبيا بسبب استمرار الخلاف حول الأطر المنظمة لها بين القوى السياسية، «نحن في هذا أيضا ننظر دائما إلى العملية الانتخابية ليس كوسيلة في حد ذاتها. لن تنتج الانتخابات معجزة أو تحل كل شيء، ولكن أنت بحاجة إلى عملية انتخابية نشطة جارية في ليبيا، لأنه من دونها ستكون لديك شهية لا تشبع للسلطة التنفيذية الموقتة».
ولفتت وليامز إلى أن «هذا كان واضحا جدا خلال السنوات الست الماضية». منبهة إلى «الطبقة الحاكمة؛ التي تضم شبكة من الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والأمنيين، مع داعميهم الدوليين المرتبطين بها، ستستمر في لعبة الكراسي الموسيقية هذه طالما ظل النفط هو المصدر الوحيد للإيرادات، فسوف يقاتلون من أجل ذلك لـ40 سنة مقبلة بطريقة أو بأخرى» وذلك إذا استمر الوضع الراهن من دون انتخابات.
وليامز: لا يوجد حل عسكري في ليبيا
وجددت وليامز خلال المقابلة التأكيد على أنه «لا يوجد حل عسكري في ليبيا»، وقالت «لقد جُرب الحل العسكري. أجهض حفتر في العام 2019 عملية سياسية للأمم المتحدة كانت على وشك الانطلاق في مدينة غدامس. هو قال لا! وقال إنني سأذهب إلى طرابلس. وكان لديه دعم أجنبي غير عادي. وكان لديه المجموعة المسلحة الأكثر تنظيما. وكان لديه مرتزقة أجانب. وكان لديه أنظمة أسلحة أجنبية. وقد حصل على مساعدة نشطة من بعض الدول. لم يكن قادرا على فعل ذلك. لذلك لا يوجد حل عسكري».
وليامز: ملتقى الحوار السياسي أقدم على الانتحار بمساعدة المجتمع الدولي
أما بشأن تعطل العملية السياسية، فقد اعتبرت وليامز أن ملتقى الحوار السياسي الليبي «أقدم على الحوار بمساعدة المجتمع الدولي» عندما تأخر في إنجاز مهمته بشأن التوافق على القاعدة الدستورية للانتخابات. وقالت «كان من الواضح أنه يجب أن يكون لدينا إطار دستوري قبل نهاية ربيع 2021 وإلا فلن تجرى انتخابات. لذلك قررنا محاولة تجميع أعضاء ملتقى الحوار معا في جنيف وبحث ما إذا كان بإمكاننا الحصول على شيء منهم. لسوء الحظ، من وجهة نظري، فقد أقدم منتدى الحوار على الانتحار بمساعدة المجتمع الدولي. بحلول الوقت الذي جرى استدعاؤهم فيه مرة أخرى في يوليو 2021، كان الثعبان قد دخل بالفعل إلى الحديقة، وانعكس على ملتقى الحوار الاستقطاب والاختلافات التي أصبحت واضحة في البلاد. أصبح الأمر صعبا للغاية. ثم اتخذ القرار للمضي قدما في مسار المؤسسات التشريعية المنتخبة. أي أنك تستمر في تكرار الأخطاء نفسها. وبالتالي، ما حدث في ربيع هذا العام هو أنه لم يعد لدينا ملتقى الحوار السياسي، ولا يوجد تصنيف لخارطة الطريق كتشريع ليبي، وبصورة أساسية عادت الطبقة الحاكمة إلى لعبتها القديمة».
وليامز: يجب إجراء الانتخابات البلدية في جميع أنحاء ليبيا
وتعتقد وليامز أن «شيئا آخر» لم يواجه به رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، عبدالحميد الدبيبة، و«هو أنه أوقف الانتخابات البلدية لأنه يريد إنشاء شبكة دعم خاصة به على المستوى البلدي». مشددة على ضرورة «أن يواجه بهذا» لأن «هناك انتخابات بلدية مؤجلة يجب إجراؤها في جميع أنحاء البلاد».
وأضافت وليامز أنه يجب أيضا مواجهة قائد قوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر «بمسألة أنه تخلص من العديد من رؤساء البلديات المنتخبين ووضع مؤيدين له. لقد قام بتعيين أشخاص، بما في ذلك في مدينة بنغازي التي ليس بها مجلس منتخب وهي ثاني أكبر مدينة، وهذا أمر مخزٍ».
ورأت وليامز أنه من المهم «البدء بهذا النوع من القواعد الشعبية على المستوى المحلي، إذا كانت المعضلة على المستوى الوطني صعبة للغاية بسبب التدخل الأجنبي وبسبب الصفقات التي تعقد». كما تعتقد أن «الولايات المتحدة يمكن أن تلعب دورا حقيقيا على المستوى المحلي» إلا أن من المهم أن «تكون البداية بالنظر إلى الليبيين أنفسهم. وربما نظرنا إلى المسألة الليبية من الزاوية الخطأ».
ليست هناك تعليقات