لقاء أممي لتعزيز السلم الاجتماعي والتنوع الثقافي في ليبيا
لقاء أممي لتعزيز السلم الاجتماعي والتنوع الثقافي في ليبيا
في إطار الجهود الدولية لدعم الاستقرار والتعايش السلمي في ليبيا، عقدت نائبة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، ستيفاني خوري، لقاءً مع رئيس مركز الشيخ أحمد القطعاني للثقافة والدراسات الإسلامية، السيد أسامة بن هامل. تمحور النقاش حول دور التصوف وقادة الفكر الديني في تعزيز السلم الاجتماعي والمحافظة على النسيج الوطني المتنوع. يعكس هذا اللقاء أهمية التعاون بين المؤسسات المحلية والدولية لمعالجة التحديات الراهنة التي تواجه ليبيا.
سلّط السيد أسامة بن هامل الضوء على التاريخ الطويل لقادة الصوفية في ليبيا وأدوارهم المؤثرة في نشر قيم التسامح والتآلف. وأشار إلى أن التصوف في ليبيا يمثل مدرسة فكرية وروحية ساعدت في تعزيز السلم الاجتماعي عبر التركيز على الحوار وقبول الآخر. وبيّن أن قادة التصوف لعبوا دورًا محوريًا في توحيد المجتمع الليبي، خاصة في الأوقات التي شهدت فيها البلاد انقسامات وصراعات. وأكد أن هذا الإرث ما زال حيًا وقادرًا على تقديم حلول فعالة للتحديات الحالية.
أهمية التنوع الثقافي والديني
أشادت السيدة ستيفاني خوري خلال اللقاء بالتنوع الثقافي والديني الذي يُميز ليبيا، مؤكدة أن هذا التنوع يُعد مصدر قوة يمكن استثماره لتحقيق الاستقرار. وأعربت عن تقديرها للجهود المبذولة من قبل مركز الشيخ أحمد القطعاني لتعزيز قيم التماسك الاجتماعي والتسامح، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة تدعم مثل هذه المبادرات التي تجمع بين الأصالة الليبية والجهود الأممية لتحقيق السلام.
ناقش الطرفان أهمية الدور الذي تلعبه المراكز الثقافية والدينية في مواجهة التحديات الاجتماعية والسياسية في ليبيا. وأكدت خوري أن المؤسسات الثقافية مثل مركز الشيخ أحمد القطعاني تُعد منبرًا لنشر قيم التسامح والتعايش السلمي. وشددت على أن التعاون بين المؤسسات المحلية والدولية يمكن أن يُسهم بشكل كبير في بناء مجتمع أكثر استقرارًا ووحدة.
ركز اللقاء على التصوف كنهج ديني وفكري يساهم في بناء جسور التفاهم بين مختلف مكونات المجتمع. وأشار السيد بن هامل إلى أن التصوف يُمثل جانبًا هامًا من الهوية الثقافية والدينية في ليبيا، حيث يعتمد على مبادئ التسامح والوسطية. وأكد أن التصوف يُمكن أن يلعب دورًا كبيرًا في مواجهة التحديات الحالية وتعزيز السلم الأهلي.
أكدت نائبة الممثلة الأممية على أهمية التعاون مع المؤسسات المحلية لتحقيق الأهداف المشتركة. وأشارت إلى أن الأمم المتحدة تعمل على تعزيز هذا التعاون من خلال تقديم الدعم للمبادرات التي تُسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي. كما أعربت عن استعداد البعثة الأممية للتعاون مع مركز الشيخ أحمد القطعاني لدعم الأنشطة الثقافية والدينية التي تُعزز قيم التماسك والتسامح.
واختُتم اللقاء بتأكيد الجانبين على أهمية تعزيز الجهود المشتركة للحفاظ على وحدة المجتمع الليبي. وتم الاتفاق على أن الحوار والتنوع الثقافي هما الأساس لتحقيق الاستقرار في ليبيا. أعرب الطرفان عن تفاؤلهما بمستقبل يمكن فيه للتعاون بين المؤسسات المحلية والدولية أن يُسهم في بناء مجتمع ليبي متماسك ينعم بالسلام والتنمية.

ليست هناك تعليقات