معرض طرابلس الدولي انطلاقة جديدة للتكامل الاقتصادي

معرض طرابلس الدولي انطلاقة جديدة للتكامل الاقتصادي

افتتحت فعاليات الدورة الـ51 لمعرض طرابلس الدولي، بحضور مجموعة واسعة من المسؤولين والسفراء وممثلي الشركات المحلية والدولية، في حدث يعكس حيوية الاقتصاد الليبي وتوجهه نحو التكامل والانفتاح على العالم.

يُعد معرض طرابلس الدولي أحد أبرز الفعاليات الاقتصادية في ليبيا والمنطقة، حيث شهد هذا العام مشاركة قرابة 500 شركة من 30 دولة. ويأتي تنظيم المعرض بعد جهود مكثفة لإعادة الهيبة لهذا الصرح الاقتصادي والثقافي الذي يمثل جزءًا من هوية البلاد، واسترجاع ممتلكاته وأراضيه العامة، ما يعكس الرؤية الطموحة لتعزيز الاستثمار والتنمية في ليبيا.

وشهدت فعاليات الافتتاح كلمات لعدد من الشخصيات البارزة، أبرزها وزير الاقتصاد والتجارة الذي أكد أن معرض طرابلس الدولي يعد منصة أساسية لدعم الحراك الاقتصادي والاستثماري في البلاد. وأشار إلى النمو الملحوظ في الناتج المحلي الإجمالي الذي ارتفع من 135 مليار دولار في عام 2020 إلى 420 مليار دولار في 2025، مدعومًا بدور كبير للقطاع الخاص الذي ساهم بـ224 مليار دولار من هذا الناتج.

وأوضح الوزير أن المعرض يُبرز الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها ليبيا، بما في ذلك موقعها الاستراتيجي ومواردها الطبيعية والبشرية، مشددًا على أن هذه المقومات تجعل البلاد مؤهلة لتكون مركزًا اقتصاديًا إقليميًا وعالميًا.

مشاريع طموحة لتعزيز البنية التحتية الاقتصادية

شهد المعرض هذا العام انطلاق مشروع "مركز طرابلس للمعارض والمؤتمرات"، الذي يُخطط لأن يكون أحد أكبر مراكز المعارض في شمال إفريقيا. ويأتي هذا المشروع كجزء من خطة شاملة لإعادة هيكلة القطاع المعني بتنظيم المعارض والمؤتمرات، بما يتماشى مع المعايير الدولية.

بالإضافة إلى ذلك، شهدت ليبيا ارتفاعًا كبيرًا في التراخيص التجارية بنسبة 42%، وعودة منتظمة للمعارض والملتقيات الاقتصادية لأول مرة منذ أكثر من عقد، ما يعكس استقرارًا نسبيًا يشجع على الاستثمار الأجنبي والمحلي.

أكدت الكلمات الرسمية التي ألقيت خلال الافتتاح على أن استمرار تنظيم معرض طرابلس الدولي لأكثر من 50 دورة يعكس التزام ليبيا بدعم الشراكات الاقتصادية وتعزيز السلام والاستقرار من خلال الاقتصاد.

وأشار المتحدثون إلى أن المعارض ليست مجرد مناسبات احتفالية، بل أدوات فعالة للتنمية والاستثمار، ووسيلة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول والشركات المشاركة.

تميز حفل الافتتاح بعرض فني رائع تضمن إسقاطات ضوئية وألعابًا نارية، مما أضفى أجواء احتفالية لاقت إعجاب الحضور. هذا الحدث لم يكن مجرد مناسبة اقتصادية، بل مناسبة وطنية جمعت بين الثقافة والاقتصاد والابتكار، مؤكدًا على أن ليبيا ماضية في مسارها نحو تحقيق التنمية المستدامة وبناء دولة حديثة قائمة على السلام والازدهار.

يُعد معرض طرابلس الدولي رمزًا للطموح الليبي في مواجهة التحديات الاقتصادية، ومنصة للترويج للإمكانيات الوطنية على الساحة الدولية، ليبقى حدثًا سنويًا ينتظره الكثيرون بكل شغف.