مؤتمر للمصالحة الوطنية في ليبيا برعاية أفريقية
أعلن الاتحاد الأفريقي أنه يعتزم عقد مؤتمر جامع للمصالحة الوطنية الشاملة بين الأطراف الليبية.
يأتي ذلك فيما تحتضن العاصمة الفرنسية الخميس القادم اجتماعاً لبحث سبل معالجة الانسداد السياسي في ليبيا والدفع نحو التوافق على قاعدة دستورية لإجراء انتخابات.
وأكدت الممثلة الخاصة لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وحيدة العياري، أن اللجنة الرفيعة المستوى للاتحاد حول ليبيا تعتزم عقد مؤتمر جامع للمصالحة الوطنية الشاملة، مؤكدةً أن الليبيين سيقومون بتحديد أجندته كونه مؤتمرًا ليبياً برعاية أفريقية. ورجحت العياري، أن يكون المؤتمر مسارًا تكميليًا حال فشل المسار الراهن، موضحة أن الاتحاد الأفريقي يركز على المصالحة الوطنية، ودعم المسار السياسي القائم والذي تبنته المجموعة الدولية في مؤتمر «برلين 1».
وكان قد أعلن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، الأحد، دعمه لمطالب المتظاهرين الليبيين لتحقيق حياة معيشية أفضل وايضا أعلن المجلس الرئاسي الليبي عن الرؤية الاستراتيجية لمشروع المصالحة الوطنية، الذي يستهدف إنهاء الخلافات والعداوات بين الليبيين التي خلفتها وراكمتها الصراعات المسلحة في البلاد.
وبينت المسؤولة الإفريقية أن القضية الليبية كانت حاضرة منذ 2011 على طاولة الاتحاد، وأن اهتمامه بقضية المهاجرين يأتي كونها مسألة إنسانية بحتة.
وشددت على أن دول الجوار الأفريقي والدول الأوروبية تتضرر مما يحدث في ليبيا من تواجد المرتزقة والسلاح والهجرة غير المشروعة.
في غضون ذلك، تحتضن العاصمة الفرنسية باريس يوم الخميس القادم اجتماعاً حول ليبيا بمشاركة عربية، وذلك لبحث سبل معالجة الانسداد السياسي والدفع نحو التوافق على القاعدة الدستورية اللازمة لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، وذلك بحسب ما أكده مصدر دبلوماسي غربي لـ«الاتحاد».
وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أن فرنسا تريد أخذ زمام المبادرة خلال الفترة المقبلة وطرح مبادرة للحل السياسي بعد تعثر إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر الماضي، فضلاً عن التحركات التي تقوم بها بعض المكونات الليبية لاستقطاب العسكريين الليبيين في المعركة الحالية. ولفت المصدر إلى أن باريس تخشى تراجع الدور الأوروبي في ليبيا خلال الفترة المقبلة في ظل حالة الاستقطاب بين روسيا والولايات المتحدة التي تنعكس سلباً على الوضع في ليبيا، موضحاً أن التحرك الفرنسي يسعى لأن يكون لاعباً رئيساً في المشهد الليبي بعد تراجع دور باريس خلال الفترة الماضية.
بدورها، حثت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني وليامز رئيسي مجلس النواب والأعلى للدولة، على تجاوز نقاط الخلاف حول الانتخابات الرئاسية لتمكين الليبيين من اختيار أول رئيس لهم في تاريخ البلاد، مشددةً على ضرورة توافق جميع الأطراف لتجنب غياب الرؤية الوطنية الخاصة بالمضي قدماً إلى الأمام والاعتماد على المسيرة التي تيسرها الأمم المتحدة لتجنب تلاشي السلطة.
وكشفت وليامز في حوار تلفزيوني عن طرحها وساطة أممية بين كل من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، ورئيس الحكومة المكلف من البرلمان فتحي باشاغا، بغية التقدم إلى الأمام في العملية السياسية، موضحةً أن التركيز منصب حالياً على ضرورة استعادة خارطة الطريق الانتخابية، بالإضافة إلى التأكيد على الإطار الدستوري اللازم لإجراء الانتخابات وهو عامل مشترك مع مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، على حد تعبيرها.
ليست هناك تعليقات